Monday, November 4, 2019

الممر: هل بالغ أحمد فلوكس في تقمّص شخصيته في الفيلم؟

الفيلم الذي لعب بطولته أحمد عز وإياد نصار ومحمد فراج وأسماء أبو اليزيد وأحمد فلوكس وأحمد رزق وصلاح حسني ألّفه وأخرجه شريف عرفة وكتب حواره الشاعر الغنائي أمير طعيمة.
يتحدث الفيلم عن قوات الصاعقة المصرية والمعارك التي خاضتها خلال حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب أكتوبر 1973.
أثار الفيلم، حين عرض، جدلا كبيرا حول موعد العرض والهدف من هذا الانتاج الضخم. وقارنه كثيرون بفيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" الذي لعب دور البطولة فيه الفنان محمود ياسين.
تحدث المتفاعلون
نشر فلوكس على صفحته على فايسبوك فيديو يرد فيه على "شائعة هروبه من التجنيد" ووجه فيه الشكر لداعميه. ونقلت عنه وسائل إعلام القول إنه لم يتأثر بـ"الهجوم عليه".
وكان الكاتب حسن كمال قد نشر على صفحته على فايسبوك ان
بدأت الدوريات التركية والروسية تجوب "المنطقة الآمنة" - كما تسميها تركيا - في شمال شرق سوريا.
وأُقرت هذه الخطة التركية بهدف إعادة توطين اللاجئين السوريين في منطقة آمنة بطول الحدود التركية-السورية، وإخلائها من المقاتلين الأكراد التي تعتبرهم تركيا "إرهابيين".
وقد تبدو هذه الفكرة بسيطة نظريا. لكن كما أثبت لنا الواقع من قبل، من أمثلة صراعات البوسنة ورواندا والعراق وسريلانكا، فإن خلق مناطق آمنة أكثر صعوبة مما يبدو.

ما الذي يحدث في شمال-شرق سوريا؟

فتح الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية
وبموجب الاتفاق الذي عُقد مع روسيا، يفترض أن تجوب دوريات روسية وسورية موالية المنطقة الآمنة المتفق عليها، على جانبي المنطقة التي تسيطر عليها تركيا والمقاتلين الموالين لها.
وأثنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الاتفاق الروسي-التركي، واعتبره "نجاحا كبيرا"، في حين دفعت ألمانيا بفكرة الاستعانة بقوات أممية لضمان حماية المنطقة الآمنة.
لكن الخبراء أشاروا إلى أن تاريخ المناطق الآمنة لا يبعث على التفاؤل، وأن هناك مخاوف من أن الخطة التركية تعرض الأكراد لخطر التهجير والإبادة العرقية.
ويقول أحمد بن شمسي، من هيومان رايتس ووتش، إنه "لا يمكن تهجير مليون شخص، ونقلهم إلى أرض خاوية بهذه البساطة".
من شمال سوريا الأسبوع الماضي الطريق أمام تركيا لشن هجماتها عبر الحدود.
وبعد أيام من الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (وقوامها من المقاتلين الأكراد) والقوات التركية، وافقت تركيا على هدنة تسمح بانسحاب المقاتلين الأكراد داخل سوريا لمسافة تبعد 30 كيلومترا عن الحدود مع تركيا.
تقادا لأحمد فلوكس بسبب ما قال كمال إنه رد الممثل على جراح مصري انتقد فيلم الممر:
مع الفيلم أيضا عن دور الجندي الذي لعبه محمّد فراج فأقنع ونال إعجاب أغلب المتفرجين.
يعرف عن كثير من الممثلين تعمّدهم الانغماس في الشخصيات التي يؤدونها في الأعمال الدرامية حتى يستطيعوا تقديم أفضل ما لديهم.
ويعمد ممثلون إلى وضع نفسهم في نفس الإطار الذي تعيشه الشخصية الدرامية والغوص في تفاصيل حياتها اليومية ومنهم من يبتعد تماما عن حياته العادية الخاصة و"يعيش" الشخصية طول فترة العمل الدرامي.
لكن كثيرا منهم يفشلون في نزع رداء الشخصية الدرامية عنهم بعد انتهاء التصوير. وتتلبسهم الشخصيات في تفاصيل دقيقة كطريقة الكلام والحركة والتعامل مع الناس ومع بعض المواقف، والأمثلة عديدة.
يعرف عن الممثل البريطاني دانييل داي-لويس اجتهاده في التركيز في تفاصيل كل شخصية يؤديها ومحاولة التطابق مع الشخصية في مختلف أبعادها حتى أنه عاش ستة أشهر في البراري يدرّب نفسه على صنع قارب خشبي وصيد الحيوانات وسلخها استعدادا لدوره في فيلم "آخر الموهيكان".
لكن بعد آدائه دور الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكولن، وبعد انتهاء العمل في الفيلم يقال إن داي-لويس احتفظ باللكنة الأمريكية في الكلام وبقي فترة يمضي الرسائل بنفس الإمضاء الذي كان يعتمده الرئيس الأمريكي لينكولن.
عربيا، من أشهر حالات التقمّص ما تحدّث عنه بطلا فيلم الفيل الأزرق خالد الصاوي وكريم عبد العزيز من الأثر العميق الذي تركه الفيلم في نفسيّتهما حتى أن الفنان خالد الصاوي قال إن تركيزه في الشخصية التي أداها في الفيلم أصابه بالهوس.
ينتشر استخدام مصطلحات متعددة، مثل "مناطق آمنة" أو "مناطق محمية" أو "ممرات إنسانية" أو "بؤر آمنة"، لكنها تعني الشيء نفسه في النهاية.
والهدف الأساسي من هذه المناطق هو حماية المدنيين الفارين من الصراعات. وتُعرف هيومان رايتس ووتش المناطق الآمنة بأنها "مناطق تتوافق عليها الأطراف المتصارعة في نزاع ما، وتمتنع القوات المقاتلة عن دخولها أو شن هجمات عليها".
وتختلف هذه المناطق من حيث المبدأ عن "المناطق منزوعة السلاح"، التي يُمنع فيها النشاط والبنية العسكريين ويُحظر الطيران فوقها، لكن ثمة رابط بين وجود هذين النوعين من المناطق.
وكان هذا هو الوضع في العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، إذ أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حظر الطيران في شمال وجنوب البلاد. وكان الهدف هو حماية الأقليات الكردية في الشمال، والمدنيين الشيعة في الجنوب، الذين سحقهم نظام صدام حسين حين خرجوا في احتجاجات.
كما يملك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صلاحية إعلان مناطق آمنة، وفعل ذلك من قبل في البوسنة والهرسك عام 1993، وفي رواندا عام 1994.

تبدو الفكرة جيدة، فما المشكلة؟

يرى البعض أن خلق منطقة آمنة للمدنيين داخل منطقة صراع أمر لا يمكن التحكم فيه. فنظريا، توفر هذه المناطق ملاذا للمدنيين المهجرين، حيث يمكنهم الحصول على الطعام والمأوى والرعاية الصحية والأمن بشكل أفضل من المناطق العالقة في الصراع.
كما يعتبر البعض أن المناطق الآمنة تمنع حركة الهجرة الجماعية إلى دول الجوار، الأمر الذي قد يشكل عبئا على البنية التحتية فيها ويشغل الخلافات السياسية. كذلك يشير البعض إلى أن اللاجئين يفضلون البقاء في منطقة آمنة داخل بلادهم، حيث يكونون أكثر دراية بالثقافة واللغة والعادات الاجتماعية.

No comments:

Post a Comment